نستطيع ان نقول حركة النقد الأدبي في الأندلس كانت حركة نشطة جسدها العديد من الشخصيات التي كان لها صداها بدءاً بالمجالس العلمية الصغيرة وانتهاءً بالمؤلفات النقدية التي شغلت حيزاً واضحاً في مجال النقد الأدبي الذي أنقسم على جانبين جانب التطبيق من خلال كتب الشروح والسيّر ثم جانب التنظير له مداه الواسع ابتداء بكتب المختارات الأدبية في جانب منها، ثم البلاغة ثم المؤلفات المتخصصة في مجال النقد، أما من ناحية المعالجات عالج النقد الأدبي في الأندلسي اتجاهات نقدية عدة تتناسب مع طبيعة الناقد وثقافته فركز على الاتجاه الاقليمي والاتجاه التأثري والتجاه الفني والاتجاه الأخلاقي ثم الاتجاه النفسي وقد مثلت هذه الاتجاهات نشاطاً نقدياً متميزاً لنقاد الأندلس ،عن الغرض الأساس الذي سعى وراءه ابن سعيد هو بحثه عن ملامح الجودة والحسن وأسبابها ومكامنها في الأدب، وفي مختلف الأزمان والأماكن فالجودة والحسن لا يقترنان بزمان ولا مكان ولا بلون أدبي معين، ركز ابن سعيد على مبدأ الاختيار والانتقاء، وأنه لا بد من اقترانه بذوق سليم خاصة فيما يحفظ ويدون من خلال الانتقاء ثم التنخيل لما يجمع قبل التدوين.