Preferred Language
Articles
/
aladabj-136
دلالة ألفاظ الرثاء في شعر طالب الحيدري ملحمة كربلاء أنموذجاً
...Show More Authors

الرثاء فن من أقدم الفنون الأدبية التي وردت إلينا (فالمرثية منذ نشأتها الأولى، تعد نمطاً فنياً بالغ الدقة، يتألف منه الأداء التعبيري واللغوي والتصويري مع الإيقاع والمضمون، وحين تستعير من الوسط والواقع والتراث صورها الحسية أو المعنوية، فإنها لا تقف عند الحدود الزمانية والمكانية، بل هي تختصر ذلك كله لتغدو نموذجاً ايجابياً للبواعث والرغبات والثقافة والتجربة)(1). وبين قضية الحسين (u) والشعر ترابط، ولاسيما في العراق، قلما تجد له نظيراً في بلد آخر غير العراق ، وهذه القضية إنما يقرها من يطلع على نتاج الشعراء في العصر الحديث والمعاصر؛ لأنها ظلت حية على مر السنين وفي مقدمة مصادر الإلهام التي ألهمت هؤلاء الشعراء. إن الحسين (u) هو المحرك لعناصر الإبداع الشعري عند أجيال من الشعراء، ولا أظن أن موضوعاً حظي بعناية الشعراء مثل هذا الموضوع، إذ (ازدهر هذا النوع ازدهاراً كبيراً)(2)، وذلك مما يمليه الواجب الديني لدى هؤلاء الشعراء تجاه هذه القضية التي ألهمتهم المراثي. لقد تحدثوا في مراثيهم عن معاني البطولة والشجاعة والكرم ، ووصفوا مواقف الحسين (u) وآل بيته وصحبه في معركة الطف، التي أبدوا فيها ضروباً من البسالة والشجاعة، وأنهم نعتوها بأفضل النعوت وجسدوا مواقف الكبرياء والعظمة التي توافرت في شخصية الحسين (u)، ولا ننسى ان شعراً مثل هذا قد أسهم في توثيق بعض الحوادث التاريخية ، كما أنها أعادت ذكريات الواقعة متحدثين عن الحسين وعن جيشه القليل العدد الراسخ العقيدة الشجاع ومنهم من ينصرف إلى تبيان حاله من جراء هذه الواقعة . وشاعرنا طالب الحيدري من الشعراء الذين وقفوا عند قضية الإمام الحسين (u)  وقفة طويلة مصورا تلك الملحمة الخالدة بأفضل الصور الشعرية ، مستعملا اللغة والخيال لرسم تلك الصور عن طريق اختياره لبعض الألفاظ اللغوية المعبرة عن الحالة ، ونظمها بتراكيب لغوية خاصة ، لتجسد الصورة المراد التعبير عنها بما تحمله تلك الألفاظ من معانٍ إلى المتلقي ، فضلا عن الصور الشعرية التي استعملها الشاعر لتوضيح المعنى المراد . وبحثنا هذا يدرس دلالة ألفاظ الرثاء التي استعملها الشاعر في قصيدة الرثاء التي رثى بها الإمام الحسين (u) ومن وقف إلى جانبه في ملحمته الخالدة .

View Publication