إن الشعرية مصطلح اختلفت فيه الآراء وتباينت الافكار, وإذا كانت الشعرية قد شاعت كعلم لموضوعة الشعر وصناعة لدى المعاصرين, فهي كذلك عند القدماء ولكن كأشارات ومفاهيم وليس مصطلحاً مستقراً مثلما هو الان. وتأريخ دلالات المصطلح يزخر بها الموروث النقدي الادبي العربي منذ القدم.. هذا ما تعمل على إجلائه هذه الدراسة من حيث الشعرية مفهوماً ومصطلحاً غربياً وكذلك أشاراته المبثوثة في الموروث النقدي العربي ثم لدى المعاصرين من العرب.. لتتصل الشعرية كمفهوم ومصطلح مع التضاد في توحد الدور والاهمية في أكتناه علاقات النص وإبراز مكنوناتها للمتلقي عبر ادوات الناقد الفاهم لماهيات الشعرية والتضاد في النص الشعري. وشعرية التضاد هي منهج في البحث عن صور التضاد المحققة للشعرية. لقد استفادت هذه الدراسة من بحوث ودراسات سابقة للشعرية وللتضاد ولا سيما مفاهيم الشعرية للدكتور حسن ناظم والشعرية للدكتور أحمد مطلوب وفي الشعرية العربية للدكتور ثابت عبد الرزاق الالوسي, وعملت على تبويب البحث في محاور عدة منها: مقدمة ومفهوم الشعرية والشعرية في الموروث النقدي لدى العرب ولدى المعاصرين, ثم طبقت مفهوم شعرية التضاد على نص للشريف الرضي (قصيدة العمر روحة راكب) كعينة للبحث.. اما مشكلة البحث فقد تم إجلائها في متن قصيدة الشريف الرضي بأظهار فرادة النص وتمظهراته الفنية والبلاغية. واستطاعت هذه الدراسة ان تلمس نتائج مهمة وخلاصة مثمرة لغايات البحث وأهدافه.