الحمامات من المنشات العامة التي تكفلت الدولة بأنشائها لانها من واجباتهـا، وهـي مبـاني صحية، والدولـة الايوبية فـي مصـر حرصـت علـى اقامتها وادامتها من خلال الاوقاف والاحباس التـابع لـديوان الاحبـاس فتميز ذلك العصر ببناء الكثير من الحمامات العامة في مصر بقصد خدمة المجتمع والتي خصصت بعضها للرجال والبعض الآخر للنساء، ولحاجة الناس الى الحمامات العامة لعدم توفر الحمامات الخاصة في بيوتهم، فقد أمر المحتسب بفتح الحمامات قبل السحر للتطهر قبل وقت الصلاة، واحيانا يخصص الحمام الواحد للرجال قبل الظهر او بعده وللنساء نصف النهار الآخر.
وثمة حمامات عامة ملحقة بالمؤسسات الدينية والتعليمية والصحية بسبب الحاجة اليها حيث توفر وسائل النظافة للمقيمين بها من جهة، ولضمان دخل ثابت يغطي نفقات هذه المؤسسات من جهة أخرى، وأحيانا الى جانب الحمامات العامة كانت هناك حمامات بشكلها البسيط استعملت في العصر الايوبي خاصة عند الحملات العسكرية الحربية واقيمت من قبل العسكر للاستحمام والطهارة، كما وحرص الايوبيون على بناء الحمامات عند تشييد المدن الجديدة.
امتازت الحمامات في العصر الأيوبي باتقان الصنعة وشمولها على قواعد الصحة والنظافة، وقد اهتم الايوبيون بهذه الحمامات من حيث اتقان الطراز المعماري فقد استعمل في تبليط ارضها الرخام باختلاف الوانه، وزينت سقوفها بالنقوش وطُليت جدرانها بالكلس الناصع البياض وكان كثير الضياء يستمد نوره من الزجاج المختلف الالوان والتي زينت بها سقوف الحمام، ومن حمامات العصر الايوبي حمام الصوفية وحمام قبة الامام الشافعي.