يعدّ القرآن الكريم في أعلى منازل البيان، وفيه اعلى مراتب الحسن واسبابه وطرقه وابوابه، فهو بديع النظم عجيب التأليف، إذ يمثل منبعاً ثرياً في إعجازه وبلاغته، التي استقطبت المبدعين في الكثير من الدراسات، ولاسيما الدراسة الأدبية، لما فيه من امكانات واسعة، استطاع الشاعر العربي الإسلامي توظيفها في اغلب الأغراض الشعرية، وقد حاول البحث وضع اليد على أثر المعاني الإسلامية في شعر جرير.
ويسعى هذا البحث إلى تدقيق النظر في توظيف التعابير القرآنية الكريمة وكيفية التعامل معها على وفق الأغراض الشعرية المتنوعة للشاعر ذاته متخذاً من المنهج الوصفي التحليلي أداة للكشف عن توظيف ألفاظ من القرآن الكريم في اشعار وبيان فاعليتها في الاغراض الشعرية وانعكاسها على المجتمع ، وبسبب ذلك كان البحث يقوم يعرض النظرة الادبية الشعرية على وفق المنظور الإسلامي القرآني والمنهجية التي تعامل معها والمنطلقات التي اعتمدها، كما حاول البحث عن كشف اثر القرآن الكريم على شعر الشاعر عن طريق تنوع الخطاب الشعري المتضمن ذلك وجاءت أبيات جرير المتضمنة للمعاني الإسلامية على وفق انتقائية اعتمت فيها المعيار الذوقي أساساً في الاختيار.
وهذا البحث يتوجه في دراسته الى المستوى التأثيري للقرآن الكريم على الشاعر ودراسة العلاقة بين المستوى الابداعي والمستوى الثري والتعالق بينهما، عسى أن يكون قد حقق قدراً من الفائدة، على طريق أواصر الترابط المستمر بين الشاعر والقرآن الكريم والبنية الابداعية.