ادى الفن دورا مهما في حياة بلاد الرافدين منذ اقدم الازمنة وبات ينمو ويتطور مع نمو الحضارة الانسانية في تلك البقعة من العالم، فقد التجأ اليه الانسان في البدء بصفته وسيلة للتعبير عن افكاره ومعتقداته التي عبر عنها برسوم جميلة دلل كل منها على معنى عبر عنه الانسان في بلاد الرافدين القديم، كما استخدم الانسان حنجرته لمحاكاة اصوات الطبيعة واصوات الحيوانات، ومن ثم التخاطب مع بني جنسه ومن ثم الغناء، اذ كان من جملة ما بدأ به هو الضرب بالايدي والارجل لاشباع الاحساس الايقاعي عنده، ومع تطور حياة الانسان التدريجي صنع الالات الايقاعية من اجسام صلبة خشبية او معدنية او جلدية مشدودة، وقد استعان في صنعها من المواد التي هيأتها الطبيعة(1). وقد تمكن الانسان في بلاد الرافدين القديم من تطوير الالات الموسيقية، اذ وجدت انواع مختلفة وجدت الغالبية العظمى منها في المواقع الاثرية والتي تعود في تاريخها الى الاف السنين، فعلى سبيل المثال ارجعت الدراسات الاثارية صناعة الالات الموسيقية الهوائية الى عصور ما قبل التاريخ(2).