تعد مشكلة التلعثم من المشكلات التربوية التي تؤدي بدورها الى خلق مشكلات اجتماعية ونفسية للفرد، اذ انها تقوم بعرقلة قدرته عن الوصول إلى أهدافه وإشباع حاجاته، ومن ثم تجعله يعيش في صراع نفسي دائم، فهو من ناحية لا يستطيع أن يندمج مع اقرانه العاديين، ومن ناحية أخرى يكون غير راضٍ عن الحياة في عالمه المحدود طالما أنه يعلم أن هناك افراد سليمين يخالطونه مما يجعله يشعر بانه لا ينتمي إليهم، عندئذ سوف يميل الى العزلة والانسحاب.
لذا يتوجب على المعلمين والموظفين العاملين في صفوف ومدارس التربية الخاصة، تشجيع التلاميذ، ولاسيما ذوي الإصابة بأمراض الكلام ومنها حالات (التلعثم) على كيفية التفاعل الاجتماعي والتربوي، وهذا يمثل احدى أساليب القواعد السلوكية الواجب اتباعها من قبل المعلمين والموظفين من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الدعم السلوكي لتحقيق كل من مساعدة التلاميذ على التنظيم الذاتي لسلوكهم وللحيلولة دون القيام بتصرف غير مقبول اجتماعيا عندما يجدون بعض المضايقات من اقرانهم العاديين في المدرسة.
ولأجل ذلك، سعت الباحثة لأجراء البحث الحالي والذي يسعى الى:
1-معرفة مستوى تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية المتبعة مع التلاميذ ذوي حالات التلعثم.
2-معرفة مستوى تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية المتبعة مع التلاميذ ذوي حالات التلعثم تبعا لمتغير الجنس (ذكور –اناث).
ولتحقيق هدفي البحث، قامت الباحثة ببناء استبانة تتألف من (20) فقرة، مقسمة الى مجالين، المجال الأول (أساليب القواعد السلوكية)، اما المجال الثاني فهو (البرامج التربوية)، وكل مجال تكون من (10) فقرات، وبعد استخراج معاملات الصدق والثبات، تألفت الاستبانة بصورتها النهائية من (16) فقرة.
كما تألفت عينة البحث من (200) معلم ومعلمة، بواقع (100) معلم من الذكور، و (100) معلمة من الاناث، وبعد تطبيق أداة البحث عليهم، أظهرت نتائج البحث ما يلي:
ا-هنالك ضعف في مستوى تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية المتبعة مع التلاميذ ذوي حالات التلعثم.
ب-لا يوجد إثر للجنس في تحديد مستوى تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية المتبعة مع التلاميذ ذوي حالات التلعثم.
كما وقدمت الباحثة مجموعة من التوصيات والمقترحات، وعلى النحو الاتي:
التوصيات:
1-على كليات التربية تقديم مادة تكميلية تتضمن ورشات عمل ودورات تدريبية لطلبة الجامعة في اقسام التربية الخاصة لتوضيح كيفية تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية الخاصة بكل فئة من فئات الإعاقة.
2-توصي الباحثة وزارة التربية الاستفادة من أداة البحث للكشف عن الصعوبات المؤدية الى ضعف مستوى تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية مع التلاميذ التربية الخاصة، ولاسيما التلاميذ من ذوي حالات التلعثم في المجتمع العراقي.
3-توصي الباحثة وزارة التعليم العالي من إقامة المؤتمرات والندوات الهادفة الى كيفية تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية مع التلاميذ التربية الخاصة من قبل الباحثين والمختصين والتربويين في مجال التربية الخاصة.
المقترحات:
1-إجراء دراسة مماثلة تشمل مديريات أخرى في محافظات العراق.
2- إجراء دراسة مقارنة بين مستوى تطبيق اساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية في العراق مع إحدى الدول الأجنبية أو العربية.
3-اجراء دراسة تهدف الى إيجاد العلاقة بين تطبيق أساليب القواعد السلوكية والبرامج التربوية بمستوى التحصيل الدراسي لفئة معينة من فئات الإعاقة.