Preferred Language
Articles
/
aladabj-1102
التطرف الديني: اسبابه وسبل مواجهته
...Show More Authors

شهد القرن العشرين ظهور العديد من الجمعيات والحركات الدينية سواء منها ماهو معتدل وماهو متطرف , والحق ان هذه الحركات لم تنشأ من فراغ فقد تضافرت عدة عوامل سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية ادت الى ظهور هذه الجماعات نتيجة الشعور بالحاجة الى ضرورة الاخذ بأسلوب جديد من اجل الاصلاح والتجديد ، ولهذا  فمن وقت لاخر يظهر القائد الديني الذي يحاول تجميع الشباب حوله ويبدأ بتعليمهم مبادئ الدين الصحيح ، ويوجههم الى كيفية اصلاح الفرد وتقوية الامة وعدالة الحكم ولهذا يمتلك الشباب الذي ينتمي الى هذه الجماعات نزعات دينية جارفة وهنا يظهر العنف كأداة لتنفيذ الاوامر كما يظهر الفهم الخاطئ لبعض الاوامر والمبادئ الدينية حسب مقاصد القيادات الدينية ويبدأ الاحتكاك بين هذه الجماعات والاجهزة السياسية بالدولة .

فالجماعات الدينية او الحركات الدينية اذن هي اسم يطلق على كل فئة تحاول ان تتخذ لنفسها كيانا مستقلا ومختلفا في السلوك عما الفه الناس من تقاليد وعادات، وظهور هذه الجماعات في المجتمعات الاسلامية هو ضرورة فرضتها طبيعة الدين الاسلامي حيث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك فرضتها الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي تمر بها المجتمعات.

وهذه الجماعات الدينية غالبا ما تنضم نفسها حول المعايير والمبادئ الدينية ورغم اشتراك هذه الجماعات مع الجماعات الاخرى من حيث طبيعة التنظيم الا ان لها اهداف مختلفة وقد تكون لها مجموعة من المعايير المنظمة المختلفة ايضا . ولكن الجماعات الدينية كأ ي جماعات اخرى تحل الاختلافات الخاصة بتفسير وتطبيق اهدافها ومعاييرها وادوارها فقد تميل الى تكييف او تعديل هذه الاختلافات والمعايير والادوار حتى تتناسب مع الجماعات الاخرى . وعندما يزداد حجم الجماعة او التنظيم الديني فأن درجة الاتفاق بين الاعضاء حول الاهداف والمعايير تقل الى درجة كبيرة .

ووفقا لفهم هذه الحركات ولكي نفهم اسباب ظهور العنف وتحديد مدى تأثيره على الفكر الحركي للحركات الاسلامية سنحاول تقصي الاسباب التي كانت وراء ظهوره على نمط من السلوك من قبل جماعات كان يفترض ان تكون مثالا للتسامح والعفو والرحمة لانها وليدة قيم دينية اتسمت بانسانيتها العالية لكن قبل ذلك نؤكد ان السبب الرئيسي وراء التطرف الديني هو سبب عقائدي فكري فتكون الاسباب الاخرى اسبابا مساعدة وثانوية فنحن لاننكر دور المستوى المعاشي لافراد الحركات الاسلامية مثلا في ممارسة العنف لكنه ليس سببا رئيسيا والا فأن زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن مليارديرا معروفا . وينتمي اغلب افراد الحركات الاسلامية الى الطبقة الوسطى والامر نفسه بالنسبة للمستويات الدراسية فرائد البنا الاردني الذي قاد تفجير مدينة الحلة العراقية كان خريج كلية الحقوق وكان مرفها جدا وقد عاش فترة من الزمن في امريكا ، كما ان عمر احمد عبدالله الذي قاد تفجير مسرح في دولة قطر كان مهندسا الكترونيا ويتقاضى راتبا شهريا عاليا . وايضا ماتبقى من اسباب خارج دائرة الفكر والعقيدة فأنها اسبابا ثانوية قياسا الى السبب الرئيسي وهذا الكلام تؤكده بيانات احصائية ودراسات ميدانية جرت على عينات ممختلفة من افراد الحركات الاسلامية المتطرفة وقد تبين ان افراد هذه الحركات يتمتعون بمستويات دراسية وعلمية جيدة وقد حاز اغلبهم  على شهادات اكاديمية تراوحت بين الاعدادية والدكتوراه وهو مستوى يفترض ان يوفر قدرا لابأس به من الوعي يحول دون اقتحام الموت والمخاطرة بالارواح بينما الواقع خلاف ذلك ، فكثير من العمليات الانتحارية قام بها افراد حائزين على شهادات دراسية متقدمة ومواقع وظيفية مميزة مما يدفعنا للتنقيب عن اسباب اخرى عن هذه الظاهرة وينبغي دراسة الفهم العقائدي الذي يدفع هؤلاء الى اقتحام الموت والزهد بالحياة رغم الرفاهية التي يتمتع بها هؤلاء الشباب

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF