لقد كانت ترجمة القرآن الكريم ولازالت احدى المهام الاكثر جدلاً على الاطلاق. حيث كان مُعظم العُلماء المُسلمين ان لم يكن كُلهم يُعارضون اي ترجمة للقرآن الكريم وذلك لقدسيته. ألا ان ذلك قد تغيير الان بعد ان تغيير مفهوم ترجمة القرآن الكريم من عملية نقل لغوية الى عملية تفسير لما جاء فيه وبدء الناس يتقبلون الحاجة المُلحة لنقل مفاهيم القرآن الى غير العرب وغير المُسلمين. لكن هذا لا يُغير من حقيقة ان مهمة ترجمة القرآن الكريم او حتى تفسيره بلغة اخرى ستبقى هي الاصعب دوماً لكثير من الاسباب ومنها قُدسية القرآن كونه كلام الله والاثر الثقافي والاعجاز اللغوي بالإضافة الى اسلوب لغته الاستعارية النابضة بالحياة.
إن مُعضلة ترجمة هكذا لُغة بلاغية غنية بصورها الاستعارية قد يُعد المُهمة الاصعب لكثير من المُترجمين. اما فيما يخص ترجمة تعابير اليد والتي هي تجسيد حي لله سُبحانه وتعالى فهذه مُعضلة اخرى بحد ذاتها. كيف تُترجم؟ متى تُترجم؟ هل يجوز هذا الامر؟ هل نُبقيها كما هي عند ترجمتها ام نُغيرها الى مفهوم اخر يكون سائغاً؟ كل هذه الاسئلة وأكثر يجب ان تبقى حاضرةً في اذهاننا اثناء الاضطلاع بمهمة ترجمة القرآن الكريم.
سوف يحاول هذا البحث الاجابة عن هذه الاسئلة وذلك بدراسة تعابير اليد وصورها الاستعارية ومن ثم تحليل انواع الاستعارة المُستخدمة والاستراتيجيات المُتبعة في عملية الترجمة. ولتحقيق هذا الغرض سوف يتم تفحص ثلاث ترجمات للقرآن الكريم من فترات زمنية مُختلفة وتعود لمُترجمين لهم خلفيات فكرية ولغوية ودينية مُتنوعة. وبعد تحليل البيانات التي تم استقصائها سوف تُظهر لنا النتائج كيف تُرجمت الصور الاستعارية لتعابير اليد في كل نُسخة من ترجمات القرآن الكريم الثلاثة وماهي انواع الاستعارة اللغوية التي تم اعتمادها وماهي الاستراتيجيات التي تم تبنيها للقيام بهذا واخيراً تحديد النُسخة المُترجمة التي نجحت بترجمتها أكثر من غيرها وكيف تأتى لها ذلك.