التقطت هذه الدراسة فرصة مناسبة ونادرة لتثبت فرضيتها؛ وذلك بالتزامن مع فرض منع تام لحركة المرور في مدينة البصرة في آذار 2020 بوصفه تدبيرا احترازياً للوقاية من جائحة كورونا التي تفشت في عموم البلاد مؤخراً. وعليه، أجريت قياسات لضوضاء المرور وللجرعة الضوضائية خلال المدة المشار إليها ومقارنة النتائج مع دراسة مرجعية سابقة نفذت في المنطقة نفسها في العام 2018. جرى استخدام معدات وطريقة القياس نفسها وانتخبت نقاط القياس نفسها، وذلك لأجل تحقيق أكبر قدر من الدقة وصدق المقارنة.
أظهر التحليل المقارن للنتائج وجود فارق ملحوظ في قياسات ضوضاء المرور بين الدراسة المرجعية والدراسة الحالية، نتيجة لحركة المرور الكثيفة في الحالة الأولى وتوقفها في الحالة الثانية. وقد بلغت نسبة التغاير 32% في حالة مستويات الضوضاء و99% في حالة الجرعة الضوضائية. وتشير النتائج إلى أن التباين المكاني في التلوث الضوضائي قد انخفضت حدته بين مناطق الدراسة الحالية نظراً لغياب العامل المؤثر المتمثل بحركة المرور وتعطل النشاط البشري. كما أن الجرعة الضوضائية مؤشر يمكن الاعتماد عليه في تقييم شدة التأثر بالضوضاء بدلاً من مقياس شدة الضوضاء المتعارف عليه المعتمد على مستوى الضوضاء فقط. ويمكن القول، عموماً، أن لجائحة كورونا في بعض الأحيان نتائج إيجابية غير مباشرة في البيئة على الرغم من خطورتها البالغة على صحة الإنسان.