إن التغيرات الاسلوبية الحاصلة في الفلم الوثائقي لم يتطرق اليها الباحثون في الدراسات السينمائية في العراق، فضلا عن كونه يفيد الدارسين والعاملين في مجال الفن السينمائي، حيث كان لابد للسينما التي نشأت عبر عروض الحانات والمسارح الشعبية والنوادي السينمائية، أن تكتسب مستوى ثقافياً، وأن تصبح أداة تعليمية وعلمية تستخدم في مختلف جوانب الحياة.
وتستخدم لفظة الأسلوب غالباً لتدل على الإشارة إلى المعالجة الجديدة والمؤثرة والبليغة في انتقاء وتوظيف التقنيات والوسائل اللغوية للتعبير عن الفكر الذي يتجسد في التفاعل الحي مع المتلقي بطريقة يدرك من خلالها أن هذا التعبير اكتسب منهجاً لا يمكن ان يبدعه غير هذا المبدع، وعليه فان تحديد الاسلوب ينبع أساساً من القيمة التعبيرية للعنصر الموظف جمالياً ضمن بنية العمل الفني، ويشار عبر تميزه ضمن إطار المنجز الفني إلى أسلوب الفنان، فضلاً عما تضفيه طبيعة العصر وما يحويه من توجهات فكرية وأيديولوجية من اساس يطبع الاسلوب ويمنحه اطاراً عاماً تسير في نطاقه توجهات الفنان.