أن التحرش الجنسي يعدُ ظاهرة من الظواهر التي برزت في المجتمعات العالمية على حد سواء وفي المجتمعات العربية بصورة خاصة، ومنها المجتمع العراقي، وهي ليست من الظواهر الحديثة، ولكنها تفاقمت وازدادت بشكل واسع في العقود المنصرمة الأخيرة، وذلك الازدياد نابع من عوامل عدة منها انفتاح المجتمعات علي بعضها البعض وكون العالم أصبح قرية كونية صغيرة جدا، فقد أدت وسائل الإعلام المختلفة كالفضائيات والقنوات التلفزيونية المتعددة وشبكات المعلوماتية، ومواقع التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها، والتي غزت المجتمعات العربية بشكل واضح، ولاسيما المجتمع العراقي دوراُ هاماُ في انتشار ظاهرة التحرش الجنسي والترويج لهذه الظاهرة من خلال الإعلانات التي تظهر فيها المرأة سواء كانت الإعلانات التجارية أو الإعلانات بالبرامج، قد تكون ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع العراقي مخفية وغير معلنة، ولكنها موجودة وبكثرة، فالعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية تمارس ضغطاً كبيرا على المرأة، في عدم البوح والتحدث عن التحرش الجنسي، وذلك لان المرأة هي أسيرة تقاليد المجتمع، بل حتى النساء اللواتي ينشدن التحرر والخلاص من تلك القيود(الأعراف الاجتماعية) عندما يتعرضن إلى التحرش الجنسي، لا يمكن لهن المواجهة والرد وفي اغلب الأحيان، ويكون السكوت هو الرد على التحرش الجنسي، فضلاً لعدة أسباب ومؤشرات اجتماعية وأخلاقية أخرى، ولهذا كان واحداً من أهداف البحث هو التعرف على أسباب التحرش الجنسي في مجتمع البحث، والذي تكون من مجموعة النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي، في أماكن العمل والطرقات العامة والمولات والأسواق والمدارس والجامعات. وقد قسم البحث إلى فصلين أول وثاني، في كل فصل هناك ثلاث مباحث:

الفصل الأول الإطار النظري للبحث وفيه ثلاث مباحث هي:

المبحث الأول: عناصر البحث الرئيسة

المبحث الثاني: مفاهيم ومصطلحات البحث العلمية

 المبحث الثالث: الدراسات السابقة

الفصل الثاني: النظريات المفسرة للبحث وأشكال التحرش الجنسي، وفية أيضا ثلاث مباحث وكما يلي:

المبحث الأول: نظريات البحث

المبحث الثاني: أسباب التحرش الجنسي

المبحث الثالث: الإجراءات والأدوات الخاصة بالبحث

• المنهج الوصفي
• أهم الأدوات كانت المقابلة والمخبرون

وتوصل البحث إلى عدد من النتائج منها ما يلي:

1. يتميز مجتمع البحث بظاهرة تطغي علية وهي زيادة نسبة فئة الأعمار الشابة التي تكون الجزء الأغلب لمجتمع البحث.
2. خروج المرأة من المنزل لغرض تلتقي التعليم أو العمل يشكل دورا كبيرا في تعرض المرأة للتحرش الجنسي.
3. يتضح من الحالة الاجتماعية أن النساء اللواتي لم يتزوجن هن أكثر عرضة للتحرش من غيرهن، مما يدل إلى وجود عنوسة الزواج في المجتمع العراقي.
4. اتضح من البحث انه ليس هناك علاقة لموضوع التحرش الجنسي بنوع السكن، وأن العمل وطرق المواصلات والطرق العامة والأسواق هي أكثر الأماكن يحدث فيها التحرش الجنسي.
5. يتضح من البحث أن ظاهرة التحرش الجنسي آخذه بالارتفاع والازدياد في المجتمع العراقي، مما يتطلب وجود علاجا لها والحد من خطورتها.