نقصد بالحركة الحرة الحركةَ من علو إلى سفل تحوّلَ تلك الطاقة الكامنة في الجسم إلى حركة واستسلامها للجاذبية الأرضية كليا، وبعد إحصاء دقيق نجد أنه يوجد في القرآن الكريم ثمانية ألفاظ تعطي هذا المعنى، وهذه الألفاظ هي (نزل، هوى، وقع، خرّ، سقط، هبط، ردي، صبّ)، نبدأ الحديث عن أية لفظة من تلك الألفاظ بتحليل دلالته المعجمية وتحري التطورات الدلالية لها، بعد ذلك وبالاعتماد على (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم-لمحمد فؤاد عبدالباقي) نذكر عدد مرات ورود هذه اللفظة واشتقاقتها، ثم نتناول كيفية مجيئها في القرآن الكريم.
ومن أكثر الألفاظ الدالة على الحركة الحرة من علو إلى سفل حضورا هو (نزل) إذ وردت 293 مرة بمختلف اشتقاقاتها، أي ما يقارب 300 مرة، وجاءت بالمرتبة الثانية مشتقات الجذر اللغوي (هـ و ى) ومرات وروده 38، وبالمرتبة الثالثة وردت مشتقات الجذر اللغوي (و ق ع) وقد جاءت 23 مرة، أما في المرتبة الرابعة فنجد (خ ر ر)، ووردت مشتقاتها 12 مرة، وجاءت مفردات الجذر اللغوي (س ق ط) وألفاظ الجذر اللغوي (هـ ب ط) بالمرتبة الخامسة فكان حضور كل منهما ثماني مرات، وبالمرتبة السادسة وردت مشتقات الجذر اللغوي (ر د ي) بواقع خمس مرات، وكانت مشتقات الجذر اللغوي (ص ب ب) من أقل الألفاظ وروردا، إذ وردت 4 مرات.
وهذا يعني أن (نزل) من أكثر الجذور اللغوية حضورا.