الأهداف: يهدف البحث إلى تحليل إعلام الأقليات بوصفه خطابًا يعكس التنوع الثقافي والهويّاتي في المجتمعات الحديثة، من خلال دراسة دوره في تشكيل أو إضعاف الهويّات العابرة للأوطان. ويركّز على مدى إسهام الإعلام التقليدي والرقمي في بناء هوية اتصالية عابرة للحدود لدى الأقليّات، مع تناول تمثيلها في وسائل الإعلام وعلاقة الإعلام بها بين الوصل والعزل، وتتبع التحوّل من الإعلام المحلي إلى الإعلام الرقمي العابر للهوية. كما يقارن بين حضور الأقليّات في الإعلامين الغربي والعربي، مفسّرًا ضعف الاهتمام العربي بهذه الظاهرة على الرغم من تطوّرها في السياقات الغربية.
المنهجية: اعتمد الباحث على المنهج التحليليّ الاستقرائيّ لتتبّع التطوّر التاريخي لإعلام الأقليّات وتحليل خطاباته النظرية، إلى جانب المنهج المقارن بين التجارب الأوروبية والعربية، مع تحليل نماذج تطبيقيّة مثل إعلام المهاجرين المغاربة في فرنسا، والمنصّات الرقمية للجاليات العربية، وإعلام الأقليّات المذهبية واللغوية.
النتائج: أظهرت النتائج أن إعلام الأقليات تطوّر من التقليدي إلى الرقمي، مما أوجد مفاهيم مثل المهاجر المتصل والوطن الافتراضي. وأصبح الإعلام يؤدي دورًا مزدوجًا بين تمكين الأقليات وترسيخ الصور النمطية، كما تبين أن 75% من إعلام الأقليات في أوروبا رقمي ويُقدَّم في الغالب بلغة البلد المضيف، ما أفرز هوية هجينة محلية عابرة للأوطان، في حين يظل الاهتمام العربي بهذا المجال محدودًا بفعل الاعتبارات السياسية على الرغم من تعدد الأقليات.
الخلاصة: يخلص البحث إلى أن إعلام الأقليات تحوّل إلى فضاء لتشكيل هويّات عابرة للدولة القومية، يجمع بين التمكين والإقصاء عبر منحه الاعتراف أو إعادة إنتاج التهميش، ويؤكد على ضرورة إعلام قائم على التنوع والعدالة تدعمه تشريعات تضمن تمثيل الأقليات دون تشويه، مع الدعوة إلى تعميق الدراسات العربية لفهم التحولات الاتصالية في عصر العولمة الرقمية.