الأهداف: هدف البحث إلى إبراز المنهج السيميائي في تحليل الإعلان التلفزيوني؛ لرصد الدلالات والمعاني غير المباشرة والكامنة خلف المعنى الظاهر في الإعلان "زين يا بغداد" عن طريق تحليل الإعلان سيميولوجيا، وكذلك التحليل الثقافي باستخدام أبعاد هوفستد؛ بهدف كشف العلاقة بين النص والصورة، ومعرفة العوامل المؤثرة في سيميائية الصورة، كونها تشتمل على علامات ورموز وقواعد ودلالات ذات جذور في الأوضاع الاجتماعية أو الفكرية السائدة في المجتمع.
المنهجية: تم إنجاز مراحل البحث عن طريق تفكيك مشاهد الإعلان إلى لقطات وتحليلها، ومن ثمّ تركيبها لمعرفة الجوانب الخفية، بالاعتماد على المنهج السيميائي في التحليل.
النتائج: أظهرت النتائج هيمنة البُعد الثقافي على محتوى الإعلان، إذ لم يكن الإعلان ترويجًا تجاريًا مباشرًا، بل كان محمّلًا بدلالات ثقافية وتراثية، استُخدمت فيه عناصر الهوية العراقية مثل: "الموسيقى، الأماكن، الشخصيات، اللغة، والملابس"؛ لإيصال رسالة وجدانية عن بغداد، وتم توظيف الرموز البصرية والأيقونية لخدمة المعنى الثقافي، عن طريق توظيف المهن التقليدية مثل: "النّحاس، الخطاط"، وأماكن معروفة مثل: "شارع المتنبي، والمقاهي الشعبية"، ما مكّن الإعلان من تقديم بغداد كرمز ثقافي ووجداني جامع، فضلًا عن ذلك كشفت نتائج التحليل عن مخالفة بعض مؤشرات "هوفستد" الخاصة بالعراق، إذ أظهرت فروقات واضحة بين التصنيف العالمي "هوفستد"، وبين الثقافة المعكوسة في الإعلان.
الخلاصة: لم يُعدّ الإعلان التلفزيوني مجرد أداة ترويجية، بل أصبح وسيلة لبناء رموز ثقافية وتكريس هوية جماعية، وتكشف الدراسة أن القيم الثقافية في المجتمع العراقي، كما تم تمثيلها في الإعلان، تختلف جزئيًا عن مؤشرات "هوفستد"، مما يعكس الخصوصية الثقافية المحلية.