Preferred Language
Articles
/
abaa-1265
توظيف القوة الناعمة في الدعاية الروسية: دراسة تحليلية
...Show More Authors

الأهداف: يهدف البحث إلى الكشف عن الآليات الخطابية التي وظفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لاستخدام أدوات القوة الناعمة في خطابه الدعائي، وتحديد أهم أدوات القوة الناعمة التي ركز عليها الخطاب الروسي خلال الأزمة الأوكرانية، وتحليل الأساليب الدعائية المبنية على توظيف القوة الناعمة في سياق الخطاب السياسي الرسمي الروسي.
المنهجية: ينتمي هذا البحث إلى البحوث النوعية التحليلية، إذ استخدم الباحث منهج التحليل النقدي للخطاب، مستندًا إلى نظرية نورمان فيركلاف بمراحلها الثلاث: تحليل النص، تحليل الخطاب، وتحليل السياق الاجتماعي، وتم اختيار عينة قصدية مكونة من خطابين رسميين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: الأول مقال منشور بتاريخ 12 تموز 2021 عن "الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين"، والثاني خطاب متلفز ألقاه في 24 شباط 2022 مع "انطلاق الحرب الروسية الأوكراني".
النتائج: وظّف الخطاب الروسي القوة الناعمة من خلال التأثير النفسي والعاطفي، وربط الحاضر بالسرديات التاريخية القومية، واعتمد بوتين على شعارات رمزية مثل: "الوحدة الروسية"، "روسيا متعددة القوميات"؛ لتدعيم الموقف السياس، وبرّر الحرب على أوكرانيا كإجراء "شرعي" لحماية وحدة روسيا التاريخية وثقافتها، وعدّ استقلال أوكرانيا نتيجة مؤامرة خارجية، وأظهر الخطاب الروسي تكامل أدوات القوة الناعمة: الرمز التاريخي، التأثير الثقافي، الدبلوماسية، الاقتصاد "الغاز"، والعقيدة العسكرية، واستخدم الخطاب أساليب لغوية عدّة شملت "التهديد، التخويف، الاستعارات التاريخية، الرموز الدينية، الكناية، التكرار، والاستفهام البلاغي"، ونجح بوتين في إعادة صياغة صورة روسيا كـ"قوة عظمى"، مع نزع الشرعية عن الغرب وأوكرانيا، وتقديم روسيا بوصفها حامية القيم المشتركة والتاريخ المشترك.
الخلاصة: يعكس الخطاب الدعائي الروسي توظيفاً متقدماً للقوة الناعمة، يتكامل فيه البُعد الرمزي مع الاستراتيجيات الاتصالية المعاصرة لإعادة تشكيل الرأي العام المحلي والدولي، ويظهر البحث أن بوتين لجأ إلى آليات سردية وتاريخية لإقناع الداخل الروسي أولًا، وتبرير الموقف الروسي أمام الخارج ثانيًا، مما يؤكد فعالية القوة الناعمة كأداة تأثير دعائي في العلاقات الدولية المعاصرة.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF