الأهداف: يهدف هذا البحث إلى التعرّف على الأساليب الاتصالية التي يستخدمها مروّجو المخدرات في مدينة بغداد، وفهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات بين فئة الشباب، وتحليل اللغة والطرائق الإقناعية المستخدمة في استمالة الشباب نحو التعاطي، وبيان الآثار النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية الناجمة عن هذه الأساليب.
المنهجية: اتّبع البحث المنهج الكيفي الاستكشافي، واعتمد الباحث المقابلة المعمّقة كأداة رئيسة لجمع البيانات، شملت العينة القصدية (15) مشاركًا من مروّجي المخدرات والمتعاطين، إضافة إلى مختصين من ضباط مكافحة، أطباء نفسيين، وصحفيين، وقد جرى تحليل المقابلات لرصد الأساليب الاتصالية وتفسير آثارها.
النتائج: أظهرت النتائج أن العلاقات الاجتماعية التقليدية لا تزال تشكّل الوسيلة الأبرز في عمليات الترويج، ومع ذلك فإن الاستخدام المهني لتلك المنصات لا يزال يتطلب الحذر، ولا سيّما فيما يتعلق بالتحقق من صحة المعلومة والمحتوى، وتوصي والنفسي يُعدّ من أبرز العوامل التي تُستغل في جذب المتعاطين، وأن التحوّل من متعاطٍ إلى مروّج يُمثّل مرحلة خطرة ناتجة عن تلك الأساليب، وخلصت الدراسة إلى ضرورة تبنّي مقاربات وقائية شاملة تعتمد على التثقيف المجتمعي، وتعزيز الرقابة الأسرية، إلى جانب المواجهة الأمنية.
الخلاصة: كشف البحث عن ديناميكيات اتصالية معقّدة تستخدم في استدراج الشباب إلى التعاطي، تُبنى أساسًا على استغلال الثقة والعلاقات الاجتماعية، وعلى الرغم من انتشار التكنولوجيا، لا تزال الأساليب التقليدية هي الأكثر فاعلية في السياق العراقي، مما يتطلب استراتيجية وطنية وقائية متعددة الأبعاد، تجمع بين التوعية الأسرية، والملاحقة الأمنية، والدعم النفسي والاجتماعي لفئة الشباب.