ارتبط الانسان بالطبيعة بأشكالها المختلفة ارتباطا وثيقا ، فهي تمثل الحاضنة له بمجالات حياته كلها، فما كان من الأدباء الا أن يجعلوها في كثير من الأحيان مادة لأدبهم وأرضية خصبة لنتاجهم، فتمظهرت بصورها المختلفة وحاجة الانسان لها وخيرها وشرها في الأدب على مدى التاريخ، والعرب شأنهم شأن غيرهم من الأمم فمنذ عصر ما قبل الاسلام كانت الطبيعة منفذا مهما وملجأ للشعراء في انتاج الأدب وابداعه وإلى يومنا هذا، ونحن إذ نتحدث عن شاعر من شعراء الدولة الفاطمية نجد أن الطبيعة -ولاسيما الربيع وأزهاره- في تلك المدة أخذت مأخذها من الأدب ومثلت ظاهرة عند كثير من الشعراء، حتى عُني كثير منهم بوصفها والكشف عن جمالياتها ومدى تأثيرها على حياة الإنسان، ومن الشعراء الذين اهتموا بوصف الربيع وأزهاره بصورة طغت على شعره (الحسن بن علي الضبيُّ الشهير بابن وكيع التنيسي) فكان عنوان البحث (الصورة الفنية للأزهار في شعر ابن وكيع التنيسي)، وقد قسمَّ البحث على مبحثين، سبقا بمقدمة وتمهيد تناولت فيه حياة الشاعر وعصره، وكان المبحث الأول تحت عنوان: (الازهار وصورها في شعر ابن وكيع) تناولت فيه مدخل لدراسة الصورة، وصور الأزهار التي وردت في قصائد ومقطوعات. وأمّا المبحث الثاني فكان تحت عنوان: (صورة الربيع وأزهاره في شعر ابن وكيع)، وقد أفردت مبحثا للربيع وأزهاره للتلازم بين الربيع والأزهار وهذا التلازم دعا ابن وكيع إلى إفراد قصائد قائمة بذاتها تحت عنوان الربيع ليصف فيها الأزهار ويصورها. ثمَّ ختم البحث بأهم النتائج التي توصل إليها، فقائمة بالمصادر التي وظُفت فيه. والحمد لله أولا وآخرا.