يرى بعض المؤرخين أن الصابئة فرقة من الديانة اليهودية . ولعل الغموض والكتمان الذي تتسم به ديانة الصابئة ، وفضلاً عن هذا أمور أخرى منها وجود تشابه بين بعض طقوس ديانة الصابئة وبين الديانات الأخرى يقف سبباً رئيساً للاختلاف بين المؤرخين لأن ينسب باحث طائفة الصابئة إلى طائفة أخرى من الأديان يرى بينهما صلة بسبب التماثل بين الطقوس . وليس هذا فحسب بل بعض المؤرخين عدَّ الصابئة من أهل الوثنية نتيجة اعتقادهم وعبادتهم الكواكب ، ثم أن بعض الدارسين يقسم الصابئة على طائفتين : مندائيين ووثنيين يعبدون الكواكب وخصوا بهؤلاء صابئة حران أصحاب القصة التي روتها المظان مع الخليفة العباسي المأمون كما سنرى . وإلى جانب ما ذكر من تباين واختلاف في طقوس هذه الطائفة ، فقد تباينت الأفكار في جذور هذه الطائفة ومعتقداتها والأنبياء الذين بُعِثُوا لهؤلاء القوم ، فهناك من يرى من أبناء هذه الطائفة أن نبيهم هو آدم عليه السلام ، بينما يرى آخرون أن نبيهم هو يحيى عليه السلام ، ويرى آخرون غير هذا ، وسوف يتم إيضاح الطقوس التي كان يؤديها الصابئون من خلال سطور هذا البحث وفقراته موثقين ذلك بما تيسر لنا من مصادر تاريخية قديمة وحديثة مراعين في ذلك تسلسلها في الصدور مقدمين المصادر على المراجع